وأذكر قصه قصيره جدا وكانت لرجل في القدم يقال له ( مزرم ) وهو روقي من قبيلة
عتيبه وهي قبيله معروفه كان هذا الرجل رمزا للكرم وكانوا الناس في ذاك الوقت لايجدون
مايأكلونه فسميت تلك السنه بسنة القحط والجوع فكان عند هذا الرجل بعض النوق التي لاتتعدى
العشر فأتى له شخص يشكو الجوع وكان له أسرة عددها كبير وأبواه كبيران بالسن فلما ذهب
لمزرم طلب منه المساعده فهب على الفور هذا الرجل واعطاه خمس من النوق وتبقى عنده
خمس فسمعو الناس عن هذا الرجل وعن عطائه فذهبوا يقصدونه وهو يعطي كل من قصده إلا أن
تبقى عنده من النوق إثنتان فأتاه رجل وأمراه وقد بلغ منهما التعب والسفر مابلغه منهما فطلبا
منه المساعده فأعطاهم ناقة من الإثنتان المواجدات عنده فلما ذهبا هذا الرجل وأمراته وهما
فرحين بهذيه الناقه التي يشربون من حليبها ويركبونها في سفرهم إذ تفاجئوا ببئر أماهم لايوجد
به ماء ولم يردم وكان كبيرا وكانت الناقه تسير أمامهم فسقطت الناقه امامهم في هذا البئر فماتت
على الفور فحزنا هذا الرجل وأمراته وعادا على الفور لمزرم وأخبراه بما حدث فعلى الفور أعطاهم
الناقه الوحيده التي يملكها هو وأولاده على الفور ولم يتبقى عنده شي فأتت زرجته وقالت لم
يبقى عندنا شي لا من الأكل ولا من الشرب فكان رده أن الله يرزقنا من حيث لانحتسب فمرة
الأيام وبلغ الجوع من مزرم وعائلته مابلغه فلما أشتد عليهم الجوع وفي ذاك الوقت إذا أتى رجلا
لهم وهو يسير ومعه من النوق العشر فلما وصل لمزرم قال له هذه النوق لك فرفض مزرم وقال له
الرجل هذي لك يارجل فقال مزرم كيف فقال ألا تذكرني أنا أتييت لك قبل سنتين وأعطيتني من
النوق الخمس والله أنعم علي وزادت نوقي ووصلت للثلاثين وهذي نوقك الخمس وبناتها الخمس
فهي لك ونا قد رزقني الله من نوقك مايغنيني بقية حياتي .__________________